تائية التوسل إلى الله تعالى بالنبي صلى الله عليه وسلم
لرفع الوباء والبلاء
(فَلَوْلا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا)
شعر: ندى السيد يوسف الرفاعي
جاء الربيعُ معطَّر النسماتِ
فأتانا بالأنوارِ والنفحاتِ
شهرٌ به وُلد الحبيبُ محمدٌ
بشرى لأهلِ الذكرِ والصلواتِ
نبعت مياهٌ في أصابع كفه
والذِكرُ أُسمعَ منهما بحصاةِ
واهتزَّ من طربٍ وحبٍّ عنده
جبلٌ لمرأى النورِ والبركاتِ
قد خاطبَ الأموات في دركاتهم
أكرِم إلهي أمةً بحياةِ
فبحقّه، فبحق مَن أرسلتَه
للعالمين لأشرف الغاياتِ
عطفاً تدارَكنا إلهي بالذي
الجذعُ حنَّ إليه بالأنّاتِ
يا مَن بعثتَ محمداً برسالةٍ
ارحمنا بالمبعوثِ بالآياتِ
هو رحمةٌ للعالمين على المدى
فبه تنزُّلُ وافر الرحماتِ
أنقذنا من مرضٍ تفشّى فيحهُ
في سائر البلدان والوجهاتِ
نشكو وأنتَ الله تعلمُ حالنا
في محنةِ الضراءِ والكُرُباتِ
حالُ اضطرارٍ جرّنا لتضرّعٍ
جئناك يا رباهُ بالعبَراتِ
أمَّن يجيبُ إذا دعاهُ عبادُهُ
ويزيلُ بأس الضُّرِّ والنكباتِ
داءٌ وبيلٌ صابنا بمصيبةٍ
فتبعثرتْ أحوالنا لشتاتِ
فينا صغارٌ لم ينالوا علمهم
فينا ضعافٌ من ذوي العاهاتِ
فينا كبار السن في خلواتهم
فينا السقيمُ وعاثرُ الخطواتِ
أحوالُنا ساءت وقلَّ نماؤها
أموالنا شحَّتْ من الصدماتِ
القيدُ أتعبنا ويأسٌ كامنٌ
والنفسُ عانت من أسى الطعناتِ
واستفحلَ الداءُ العميمُ وقد مضى
بالسُمِّ يلدغُ مثلما الحيّاِتِ
وتكالبت شتى الشرورِ وما لنا
عونٌ سواك ليجبُرَ الكسراتِ
ندعوك يا قدوسُ مالكُ أمرنا
ندعوك يا الله باسم الذاتِ
بتذللٍ وتوجهٍ وبفاقةٍ
يا شافيَ الأسقامِ واللوعاتِ
أنت الرحيمُ بنا فأصلح حالنا
واكشف وعالج ضُرنا بصلاةِ
بتوسلٍ بجنابِ سيدنا النبيْ
الطاهر الموصولِ ذي البركاتِ
بحبيبنا يا ربنا بشفيعنا
فرّج وعجّل ربنا بنجاةِ
ارحمنا بالنور المبين محمدٍ
يا مالك الأرضين والسمواتِ
وارحم إلهي ضعفنا وشقاءنا
وارفع وباءً عمّنا بغداةِ
يا ربُّ بالغيثِ الحبيبِ المُنتقى
يا قاضياً للعوزِ والحاجاتِ
انظرنا يا ملك الملوكِ فما لنا
ملكٌ سواك ليقبلَ الدعواتِ
ارحمنا يا ربَّ الخلائق كلها
بصلاتنا بصيامنا بزكاةِ
بنبينا بحبيبنا بشفيعنا
يا باسطاً يا قاضيَ الحاجاتِ
ارحم تذللنا وكسرَ قلوبنا
وأعِدْ إلينا بهجة البسماتِ
بالمجتبى خير العباد وآله
ارحم كسيراً مُعدَمَ القُدُراتِ
نستمطرُ العفو الأعم فما لنا
سندٌ سواك يُقيلُ ذي العثراتِ
سبحانك اللهم فارج همنا
يا حي يا قيومُ ، بالصدقاتِ
الخلق خلقك يا مليك أمورنا
فاستر وسامح وارحم الآهاتِ
الكونُ كونُكَ أنت تعلم ما جرى
فأغثنا يا اللهُ من ويلاتِ
يا بارئ الأكوان أنت خلقتنا
حاشاك تتركنا لظلمٍ عاتِ
مهما تعاقبت البلايا لم نجد
عوناً سواكَ بأحلكِ الأوقاتِ
فبعزة الملكوت فرّج همّنا
ارحمنا يا اللهُ بالطاعاتِ
قد خابت الآمالُ إلا فيكمُ
أنت اللطيفُ وخالق النبضاتِ
نحن العبادُ العاجزونَ فما لنا
إلاكَ في الحركاتِ والسكناتِ
نحن العصاةُ الظالمونَ بذنبنا
أبدلنا يا الله بالحسناتِ
يا فردُ يا رباهُ أنتَ ملاذنا
أنت القدير لتحيي كلَّ مواتِ
واحفظنا يا الله واحفظ أمةً
في محنة الآلامِ والحسراتِ
هي أمةٌ مكروبةٌ مأزومةٌ
محزونةٌ مكلومةُ الزفراتِ
ارحمنا بالبَرِّ النبي محمدٍ
وهو الشفيعُ لأمةِ الصلواتِ
ولأجله وهو الرحيمُ بأمةٍ
أنزلْ دواءً عاجلاً في الآتِ
بالنور بالمددِ الكريم نبينا
بالمُقتدى وبأشرفِ الساداتِ
فهو الوسيلةُ والفضيلةُ كلها
مفتاحُ بابِ القربِ والحضَراتِ
أذهب سقاماً مسّنا وأضرّنا
بصفيّكَ المبعوثِ بالآياتِ
وبجاهه وبحبه ولأجله
ارفعْ بلاء (كُفيدَ) ذي الويلاتِ
ثم الصلاةُ على النقي المُحتذى
الطيِّب المحمودِ في الدَرَجات
والآل عِترتِهِ الشريفةِ بعده
حبلُ الوصالِ، سفينةٌ لنجاةِ