ترنيمة للحب و المطر
أَنـــتِ غَـيْــثٌ مِـــنَ الـسَّـمَــاءِ أَتَــانِــي
كُـنــتُ فِـــي الـتِّـيــهِ ظَـامِـئــاً فَــرَوَانِــي
.
كُـنـتُ وَحــدِي أَقـتَــاتُ دَمـعَــةَ حُـزنِــي
و أُدَارِي مَــــا فَــــاضَ مِــــن أَحــزَانِــي
.
نَــقــرَةٌ مِــنــكِ فَــــوقَ شُــبَّــاكِ قَـلــبِــي
أَيـقَـظَـتْـنِـي ، و حَــرَّكَـــتْ أَغــصَــانِــي
فَـنَـمَــا الــفُــلُّ فِــــي حَـدِيـقَــةِ رُوحِــــي
و زَكَـــا اليَـاسَـمِـيـنُ فِــــي أَحـضَـانِــي
و تَـجَـلَّــتْ بِـالـشَّــدوِ طَــيـــرُ حَـنِـيـنِــي
فَسَـقَـتْـنِـي مِـــــن أَعـــــذَبِ الأَلــحَـــانِ
أَنـــتِ يَــــا مُــزنَــةً سَــمَــتْ بِـفَـضَـائِـي
و تَــــهَــــادَى أَرِيــجُـــهَـــا الـــنُّـــورَانِـــي
أَمِــنَ الـغَـربِ سَـاقَـكِ الـرِّيـحُ نَـحــوِي
أَم مِــنَ الـشَّــرق سِـــرتِ بِاطمِـئـنَـانِ
.
أَفُـــرَاتـــاً عَـــذبــــاً سُــقِــيـــتِ و نِـــيــــلاً
جَـــاءَ بِالـخَـيـرِ مِـــن عَـلِــيِّ الـجـنـانِ
.
جَـاءَنِــي مِـــن عَـــدنٍ بِـفَــوْحِ عَـبِـيــرٍ
و سَقَـانِـي مِــن خَـمـرِهِ مَـــا سَـقَـانِـي
.
وَيْ كَــــأَنِّـــــي بِـــكَـــوْثَــــرٍ يَــتَــبَـــاهَـــى
فَــوقَ أَرضِــي فِــي حُـسـنِـهِ الـرَّبَّـانِـي
.
يـتَـمَـشَّــى فَــــــوقَ الأَدِيــــــمِ بِـــسَـــاقٍ
مِــن لُـجَـيْـنٍ و أُخـتُـهَـا مِـــن جُـمَــانِ
.
و بِــعَــرضِ الـسَّـمَــاءِ يَـبـسُــطُ كَــفّـــاً
مِــــن حَــرِيــرٍ بِــأَلـــفِ أَلـــــفِ بَــنَـــانِ
.
وَيْ كَـــأَنِّــــي أَرَى بِـعَـيْـنَــيــكِ سِـــحــــراً
و جَــــمَــــالاً بِــالـــنُّـــورِ يَــكــتَــحِـــلانِ
.
فَـــــإِذَا مَــــــا جَــــــنَّ الـــظَّـــلامِ أَرَانَــــــا
نَــتَـــنَـــاجَـــى ، كَـــأَنَّــــنَــــا قَــــــمَــــــرَانِ
.
مُــزنَـــةٌ أَنـــــتِ و الــجَــنَــاحُ كَــسِــيــرٌ
فَاْحمِلِـيـنِـي عَـلَــى جَــنَــاحِ الأَمَــانِــي
.
اِحـمِـلِـيـنِــي إِلَــــــى فَـــضَــــاءٍ بَــعِــيـــدٍ
فِــيـــهِ أَنـــسَـــى فَــظَــائِــعَ الإِنـــسَـــانِ
.
فِـيــهِ أَنـــأَى عَـــن نَـــارِ كُـــلِّ حَــقُــودٍ
و حَــــسُــــودٍ و مُــــــــدَّعٍ و أَنَــــانِـــــي
.
عَن خُيُولِ المَنُونِ فِي النَّاسِ تَرعَى
و دِمَــــــاءٍ تَـــجـــرِي بِـــكُــــلِّ مَـــكَــــانِ
.
عَــــن حُــــرُوبٍ و فِـتـنَــةٍ و شِــقَـــاقٍ
أَبـعِــدِيــنِــي ، و بَـــــــدِّدِي أَشــجَــانِـــي
.
اُنـثُـرِيـنِــي فَـــــوقَ الـبَـسِـيـطَـةِ بَــــــرداً
و سَـلامـاً ، يُطـفِـي لَـظَــى الـظَّـمـآنِ
.
و اْزرَعِيـنِـي يَــا مُـزنَـةَ الخَـيـرِ قَمـحـاً
يَـمحَقِ الـجُــوعُ فِـــي رُبَــــا أَوطَــانِــي
.
إِنَّـــــهُ الـحُــلــمُ ، فَـاْحـمِـلِـيـنِـي إِلَـــيْـــهِ
رَغـــــمَ أَنـــــفِ الـقُــيُــودِ و الــسَّــجَّــانِ
.
و خُذِيـنِـي مِــن عَالَـمِـي ، فَجُـفُـونِـي
تَــتَــشَـــهَّـــى رُؤيَــــــــــاكِ كُــــــــــلَّ أَوَانِ
.
سَـوفَ أَبنِـي فِــي حُلمِـنَـا لَــكِ قَـصـراً
فِـــيـــهِ نَـــعــــدُو ، كَــأَنَّــنَـــا طِـــفــــلانِ
.
سَــوفَ أَتـلُـو عَـلَـيـكِ سِـفــرَ غَـرَامِــي
و كِـــــتَـــــابَ الــمُــتَـــيَّـــمِ الـــوَلـــهَــــانِ
.
أَنـــتِ يَــــا أَنــــتِ يَــــا قَـصِـيــدَة حُــــبٍّ
فِـيـكِ مَــا فِـيـكِ مِــن بَـدِيـعِ المَعَـانِـي
.
أَنــــتِ غَــيــثٌ سَــقَــاكِ رَبُّـــــكِ طُــهـــراً
فَـــأرَقْـــتِ الــحَــيَــاةَ فِــــــي شِــريَــانِــي
.
و تَـرَبَّـعــتِ فَــــوقَ عَـــــرشِ فُـــــؤَادِي
و أَنَــخــتِ الــرِّكَـــابَ فِـــــي وُجــدَانِـــي
.
أَتُـــرَانِــــي وَفَّـــيــــتُ حَـــقَّــــكِ وَصـــفــــاً
لا و رَبِّــــي ، فَـفِـيــكِ حَـــــارَ بَـيَــانِــي
الأحد 12/10/2014م
