بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ / فريد البيدق
جزاكم الله خيرا على هذا البحث القيم
لقد كان لهذه القرية التي تحمل اسم ( الحديبية ) أمرا عظيما إذ شهدت صلحاً و عهداً أبرمه رسول الله صلى الله عليه و سلم مع مشركي مكة و لا شك أنها كانت فتحاً عظيماً ، فقريش لم تكن تعترف بالمسلمين و ابرامها لهذا الصلح يعد بمثابة اعتراف للمسلمين و دولتهم و قوتهم ...
و كان هذا الصلح فرصة ليفرغ النبي للدعوة و مخاطبة الملوك و زعماء القبائل بعد أن آمن جانب قريش و أنهم لن يتعرضوا للمسلمين تبعا لهذا الصلح و في ذلك قال الحق سبحانه و تعالى في أول سورة الفتح {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً }الفتح1
أي إنا فتحنا لك -أيها الرسول- فتحًا مبينًا, يظهر الله فيه دينك, وينصرك على عدوك, وهو هدنة "الحديبية" التي أمن الناس بسببها بعضهم بعضًا, فاتسعت دائرة الدعوة لدين الله, وتمكن من يريد الوقوف على حقيقة الإسلام مِن معرفته, فدخل الناس تلك المدة في دين الله أفواجًا؛ ولذلك سمَّاه الله فتحًا مبينًا، أي ظاهرًا جليًّا.
بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا